عائد الى حيفا- غسان كنفاني

كتاب: عائد لى حيفا
الكاتب: غسان كنفاني
الفئة: روايات
معلومات عن الكتاب:
كتاب “عائد إلى حيفا” هو عمل أدبي للروائي الفلسطيني غسان كنفاني، والذي يحكي قصة عودة فلسطيني يدعى جبر إلى قريته في حيفا بعد غياب دام 20 عامًا، وذلك بعد أحداث النكبة التي شهدت تهجير الفلسطينيين عام 1948.
يتأمل جبر في تغييرات القرية وتعتيم ماضيها، في حين يحاول البحث عن أصدقائه وعائلته وتعرف على الجيل الجديد من الفلسطينيين الذين لم يشاهدوا فلسطين الأصلية.
ترجع الرواية إلى الأحداث التاريخية التي أدت إلى نكبة الفلسطينيين، والتي أثرت على جميع جوانب الحياة الفلسطينية بما في ذلك الثقافة والتقاليد والعادات والأسر، ويعكس الكتاب الصراع الدائم بين الحاضر والماضي والأمل واليأس.
مقتطف من الكتاب:
تميز الكتاب بأسلوب سرد جذاب وغني بالتفاصيل الوصفية والتاريخية، كما يوفر نظرة عميقة في تجربة اللاجئين الفلسطينيين وتأثير النزوح على هويتهم وذاتهم.
عائد إلى حيفا هو كتاب من النوع الذي يترك للقارئ الكثير للتفكير. فمن خلال تصوير الحياة اليومية في فلسطين قبل النكبة وتداعياتها الكارثية، يقدم الكاتب غسان كنفاني وصفاً دقيقاً للمجتمع الفلسطيني وما يعانيه من قهر واستعباد. يتبين من خلال هذا الكتاب العميق أن المأساة الفلسطينية لم تنته بعد النكبة ولكن تستمر بصورة غير ملحوظة، مع الانتهاكات المتكررة للحقوق الأساسية والتهجير المستمر والاستيطان الإسرائيلي.
بالإضافة إلى ذلك، يركز الكتاب أيضاً على التأثير الذي تركه النكبة على المجتمع الفلسطيني ونفسيات الأفراد، وكيف يحاولون التعامل مع الخسارة الكبيرة التي لحقت بهم. وعندما يعود البطل الرئيسي إلى حيفا بعد غياب طويل، يشعر بصدمة كبيرة عند رؤية تلك التغييرات التي أصابت المدينة والمناطق المحيطة بها، والتي تركته يشعر بأنه عائد إلى مكان لم يعد يشبه الذي تركه قبل الرحيل.
يمكن القول بأن كتاب عائد إلى حيفا هو عمل فني مدهش يصف العديد من الجوانب الحياتية والثقافية والسياسية للشعب الفلسطيني، ويعطي صورة واضحة لمدى تأثير النكبة على حياتهم ومستقبلهم. يترك الكتاب أثراً عميقاً على القارئ ويجعله يفكر في قضايا أخرى متعلقة بالهوية والانتماء والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، مما يجعله كتاباً لا يمكن إغفاله.
ونستعرض هنا بعض المقتطفات من الكتاب:
“في كل لحظة كنت أتعرف على شخص يخبرني قصته. لم أكن أشعر بالضيق أو الملل، كانت حياة الناس تروي لي نفسها بأسلوبها الخاص، وهذا ما كان يهمني في حيفا”.
“كانت النخلة في الحارة تذكرني بوالدي، فعندما كنت صغيراً كنت أحب أن أتسلقها لأنظر إلى البحر، ولكن اليوم تحولت النخلة إلى جدار الفصل العنصري بيني وبين اليهود”.
“لم أجد ما هو أفضل من ترك الحقد والكراهية وراء ظهري والابتعاد عن هذه الصراعات التي لا نهاية لها”.
“لقد كانت هذه التجربة المؤلمة تعليماً لي بأن العنف ليس الحل، وأن السلام هو الطريق الوحيد للتعايش المشترك بين الأمم”.
“أتمنى أن يأتي اليوم الذي يمكننا فيه جميعاً أن نعيش بسلام في هذه المنطقة، دون أن نفكر في الدين أو الجنسية أو العرق”.
“كنت أتوقع أن أشعر بالحزن عندما أرى بيتنا الذي كنت أعيش فيه في حيفا، لكنني وجدت أن الحزن لا يستحق وأن الماضي قد ولى، وأن الأهم هو الحاضر والمستقبل”.